ايها اللبنانيون احذروا الفتنة القادمة.
د.نسيب حطيط
الفتنة تتنقل في لبنان على اطارات مشتعلة تقطع الطرقات في كل المناطق ،تشعلها الطوائف والاحزاب والمواطنون الباحثون عن الكهرباء والماءاو التثبيت الوظيفي او اطلاق المخطوفين او المعتقلين او استنكارا لعرض تلفزيوني حتى تحول( الدولاب) الاسود رمزا وطنيا جامعا للتحركات الشعبية او الثورة بالمفرق .
تتجول الفتنة في المساجد وخطب الجمعة على لسان بعض المشايخ و على لسان السياسيين تحرض العامة من الناس وتشتم وتتضارب بالكراسي على القنوات الفضائية ، وتنبش قبور الخلافات القديمة بين الطوائف واحزابها والعائلات والعشائر، تتحرك العصبيات المذهبية والطائفية لتشعل العداوة بين الجيران وتسمم الاجواء وتخيف الناس والمواطنين وترعب المغتربين او السائحين،وتنذر بالويل والثبور وتهدد الناس بعدم النوم والقدرة على قلب الامور(حتى تريهم نجوم الظهر ) فالمال السياسي قادر على فعل المعجزات وتحضير الخلطة السحرية التي تحول الفرد البسيط الى شيخ او قائد وزعيم والعدة بسيطة (تصريحات مذهبية –لحية طويلة او بلا لحية –مسجد او دكانة حزبية -بضعة دواليب اومظاهرة اواعتصام ) واذا كبر المشروع يضاف اليه صحيفة واذاعة وقناة تلفزيونية ومن لا يزال ( جلبوطا) لايطير فيستعين ببعض المراسلين لجذب الإعلام بخطاباته الرنانة و(العابه البلاستيكية الناطقة) و يهدد ويتوعد لكن كل ذلك بعنوان(حرية الرأي) أوالرأي الاخر!
والسؤال.. أليس التحريض على الجريمة شراكة واضحة فيها ؟
أليس واجبا محاسبة المحرض مع من يساعده اعلاميا كما وجوب محاسبة القائمين بردة الفعل المرفوضة؟
أليس الشحن المذهبي والطائفي واطلاق الشائعات وتزوير الحقائق شراكة في الفتنة ونتائجها القاتلة.
(الفتنة اشد من القتل) لأنها تؤسس له وتستدرج الناس اليه فمن يواجهها ومن يمنعها؟
الفتنة قادمة مع العملاء والجواسيس لخدمة المحتل بعنوان الاغتيالات وتفجير السيارات والتنصت وكل وجوه العمالة السياسية والامنية والاستعمارية، وبدل سد منافذ العمالة ومقاومتها يطلق العملاء بصحبة الزغاريد و الاسهم النارية ويضرب(الاعلامي-المقاوم)من(العميل المساوم).
الفتنة قادمة الى ومن المخيمات الفلسطينية بين الجيش والفصائل بعناوين انسانية وحقوق مدنية ظاهرها حق وخفاياها فيها الباطل والشبهة، وبعد الصراع بين الجيش والفلسطينيين هل ستتدحرج الفتنة الى الصراع اللبناني-الفلسطيني وخاصة على اساس مذهبي لاحداث التوازن بين القوىالمذهبية ظاهرا ،و لتدمير قوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية كهدف اساس عند مخططي الفتنة سواء علم منفذوها ام لم يعلموا،فدماؤهم وقود الفتنة وصراخهم وعويلهم يطرب الاعداء فمن يوقف الفتنة القادمة؟
الفتنة قادمة مع النازحين والمسلحين السوريين يدعمهم ضباط الاستخبارات الاجنبية الذين يجولون في قرى الشمال وتغذيهم بواخر السلاح القادمة من الاشقاء والاعداء لدعم المعارضة السورية لاسقاط النظام او اشعال الحرب الاهلية ،المهم تخريب سوريا وان اشتعلت سوريا فنحن سنحترق معها، والبعض يثقب السفينة التي يركبها مع خصمه ، فمن يخمد الفتنة الخارجة من محاور باب التبانة وجبل محسن ؟
الفتنة قادمة بالخطف على الطرقات في لبنان من أجل الفدية ولا فرق بين لبناني او سوري او عربي او اجنبي المهم ما يحصله الخاطفون اما فدية مالية على الاغلب او فتنة بين الاطراف ، والخطف على طرقات سوريا باسم المعارضة السورية (الديمقراطية والسلمية )على اساس مذهبي برعاية دولية واقليمية، لتفجير الفتنة بين المقاومة وجمهورها والعمال السوريين،أفشلت المحاولة لكن لم تنته والزوار لم يعودوا بعد!
ايها اللبنانيون اتحدوا ضد الفتنة ولا يظنن احد انها بعيدة عن بيته وطائفته ،كلنا في الحريق سواء، ولبنان مهدد من اسرائيل التي تجعلنا لا ننام، لنبق حذرين ليل نهار ،ولينتبه العقلاء نحن على شفير الفتنة -الهاوية، فلا تجادلوا حول جنس الملائكة ، التحرير قبل نزع السلاح او فائدة السلاح، تحاوروا لكي نحمي لبنان في الداخل من الانفجار ،ونحمي لبنان من الخارج من الإحتلال.